قصة خفي حنين

رجع إلى أهله صِـفْرَ اليدين يقول عدت «بخفي حُنَيْن»! فاستغرب أهل الحي عودته من سفره رَاجِلاً، فلما علموا بحاله قال أحدهم: « عــاد بخــفــي حُـنَـيْـن » فصارت مثلاً خالداً تتوارثه الأجيال عبر العصور وتسير به الركبان في كل مكان
وقت القراءة المقدر: 2 دقيقة
يحكى أن رجلاً كان يُدعى حُنَيْن، و كان يعمل إسكافياً بأرض العراق، يصنع الأحذية و يصلحها، و قد اشتهر بإتقانه لصنعته و براعته فيها، وصادف يوماً أن مر عليه أعْـرابي ممتطياً بعيره، فربطه بجوار دكان حُنَين ودخل يستفسر عن ثمن الأحذية ، و بينما هو يتجول داخل المحل يدقق نظره في محتوياته إذ لفت انتباهه حذاءً أعجبه كثيراً ، فسأل عن ثمنه الذي كان مرتفعاً ، فأخذ يساومه و يقلل من قيمته لعله يظفر به بثمن بخس، و بعد أخْذٍ وَرَدٍّ اتفق الرجلان على الثمن .



اقرأ ايضاً: الغني ومزحة الحذاء


لكن الغريب هو أن الأعرابي خرج من الدّكان فجأةً و لم يبتاع ذلك الحذاء و لم يعتذر لحنين ( إنه طبع بعض الأعراب ) ، فاغتاظ حُنَيْن و أخذ الغضب منه مأخذ الجد ! 
و أنكر هذا التصرف الهجن الذي تسبب في نفور بعض الزبائن الذين حضروا الواقعة، و لم يتمكنوا من الشراء بسبب انشغاله بالمساومة مع الأعرابي. فما كان من حُنَيْن إلا أن فكر في خطة للانتقام من هذا الأعرابي. 

عـاد بخفي حنين


أغلق حنين دكانه و حمل الخفين واقتفى أثر الأعرابي، فلما عرف وجهته، سلك طريقاً مختصراُ كي يسبقه من حيث لا يشعر. 
أسرع حنين حتى أصبح أمامه بمسافة يصعب تمييزه من طرف الأعرابي ، فرمى بأحد الخفين في الطريق، ثم استمر يهرول مسافة بعيدة فوضع الخف الثاني، واختبأ وراء نخلة بالجوار يراقب ما سيفعل صاحب البعير ! و بينما الأعرابي يسير براحلته إذ لمح الخف الأول فاندهش و قال:

ما أشبه هذا الخف بالذي تركته في دكان حنين ! و لكن ما عساني أن أفعل بفردة واحدة ؟ فتركها و استمر في طريقه حتى فاجأته الفردة الثانية ملقاة على قارعة الطريق ، فقال :
ما أشبه هاته بتلك ! و ما أشبههما بِخُفّي حُنَيْن ! لأعُـودَنَّ إلى الأولى فالمسافة ليست كبيرة ، و سأظفر بخفين جديدين بدون مقابل ! فنزل من على بَعِيرِهِ و التقط الخف الثاني و عاد مسرعاً يبتغي الخف الأول تاركاً راحلته مكانها .


اقرأ ايضاً: الجمعية اليابانية للكعوب العالية


لم يعلم المسكين أن حُنَيْناً كان يتربص به عن كَتَب ، و حين ابتعد الأعرابي ركب حُنَيْن البعير و هرب مخلفاً وراءه السّراب ، و عندما عاد الأعرابي لم يجد راحلته التي كانت محملة بالأغراض والهدايا لعائلته و جيرانه ، و أخذ يبحث عنها حتى يئس فرجع إلى أهله صِـفْرَ اليدين يقول عدت «بخفي حُنَيْن»! فاستغرب أهل الحي عودته من سفره رَاجِلاً، فلما علموا بحاله قال أحدهم: « عــاد بخــفــي حُـنَـيْـن » فصارت مثلاً خالداً تتوارثه الأجيال عبر العصور وتسير به الركبان في كل مكان.

إرسال تعليق

اترك تعليقك ولكن تذكر .. قول الله تعالى { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد }
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.